22.04.2025
نُظّمت ورشة العمل بعنوان "التفكير والتحدث والكتابة باللغة التركية" في قاعة المؤتمرات عبد الله تيفنيكلي، بالتعاون بين جامعة إسطنبول صباح الدين زعيم (İZÜ) وجمعية اللغة والأدب التركي (TDED).
شارك في الورشة وزير التربية الوطنية الأسبق البروفيسور الدكتور نابي أفجي، نائب والي إسطنبول مصطفى عاصم ألكن، رئيس جامعة İZÜ وعضو المجلس الاستشاري الأعلى في TDED البروفيسور الدكتور أحمد جواد آجار، رئيس جمعية TDED أكرم أردم، نائب رئيس جامعة İZÜ البروفيسور الدكتور إبراهيم غوني، إلى جانب أكاديميين وطلبة.
AVCI: الإصلاح في التعليم يبدأ من المعلم وفي كلمته الافتتاحية، تحدّث الوزير الأسبق نابي أفجي عن الخطوات المتخذة خلال فترة توليه الوزارة من أجل الاستخدام الصحيح للغة التركية، مشيرًا إلى أن الهدف الأساسي كان تدريب المعلمين قبل الطلاب في هذا المجال. وأكّد على أهمية تعليم الخط اليدوي، موضحًا أنه لا يحمل بُعدًا جماليًا فقط، بل تربويًا أيضًا، وأضاف: "الخط اليدوي هو أول انضباط يتعلم فيه الطفل التمييز بين الصواب والخطأ، بين الجميل والقبيح. الطفل الذي يتعلم كتابة الحروف بشكل صحيح، يكتسب لاحقًا احترام قواعد المجتمع." وأشار إلى أن ضياع اللغة التركية لا يتم بالكلمات فقط، بل حتى بلغة الجسد، قائلاً: "الانحلال اللغوي لا يكون بالكلام فقط، فحتى لغة الجسد جزء من الثقافة. الشخصيات التي نراها في المسلسلات اليوم لا تمثل الثقافة التركية لا بكلامها ولا بتعابير وجهها."
ALKAN: اللغة التركية حاملة لهويتنا وثقافتنا وتاريخنا بدوره، قال نائب والي إسطنبول مصطفى عاصم ألكن إن اللغة التركية ليست مجرد وسيلة تواصل، بل هي روح الأمة، وأضاف: "اللغة التركية هي هوية الأمة، هي روحنا، وهي التي تحمل ثقافتنا وتاريخنا. من أبيات يونس أمره المليئة بالمحبة، إلى مرسوم كرامان أوغلو محمد بك القائل: 'من هذا اليوم، لا يُتكلم إلا التركية في الديوان والتكايا'، لدينا إرث عظيم. الكتابة باللغة التركية هي الأثر الأكثر ديمومة الذي سنتركه للمستقبل. هدفنا هو الحفاظ على غنى اللغة التركية وزيادة وعي شبابنا بها."
ACAR: روح الأمة تكمن في لغتها وأشار رئيس جامعة İZÜ وعضو المجلس الاستشاري الأعلى في TDED البروفيسور الدكتور أحمد جواد آجار إلى أن حماية اللغة التركية هي واجب وطني، وقال إن محاولات التبسيط اللغوي في الماضي ألحقت ضررًا باللغة التركية، موضحًا: "في أواخر العصر العثماني، كانت هناك مئات المصطلحات، لكن تم التخلص منها، ما أدى إلى فقر لغوي اليوم. لا يمكن أن تبقى لغة إمبراطورية نقية. اللغة النقية توجد فقط في القبائل المعزولة. يجب علينا تعليم اللغات الأجنبية، لكن لا يجب أن نجعلها لغة التعليم. خروج التركية من كونها لغة التعليم، خاصة في المجالات التقنية، يُعد خطرًا على وحدتنا الوطنية. إذا أردنا أن نكون دولة صاحبة طموح، يجب أولاً أن نحافظ على لغتنا."
ERDEM: الحضارات القوية تُبنى على لغات قوية وأكد رئيس جمعية TDED أكرم أردم أن اللغة هي هوية الأمة، وقال: "إذا أرادت أمة أن يكون لها صوت في العالم، فعليها أولاً أن تحافظ على لغتها، وتطورها وتغنيها. الحضارات القوية تُبنى على لغات قوية. أما اليوم، فالكلمات الأصلية تُستبدل بكلمات مصطنعة، والكلمات الأجنبية تدخل لغتنا دون تكييف. لغة وسائل التواصل الاجتماعي باتت خليطًا غريبًا من الإنجليزية والتركية. حتى الأطفال ينطقون الحروف بالطريقة الإنجليزية، وتُختصر الكلمات بعقلية إنجليزية. هذا تحول ذهني. علينا أن نعلّم أبناءنا غنى اللغة التركية، ونحافظ على لغتنا ونطوّرها. هذه مسؤولية مشتركة علينا جميعًا."
بدأت الجلسة الأولى للورشة تحت عنوان "اللغة، الهوية، والثقافة" برئاسة رئيس تحرير مجلة "اللغة والأدب" أوزير إلباك. قدّم البروفيسور الدكتور دورسون علي توكل من جامعة وقف السلطان محمد الفاتح عرضًا بعنوان "اللغة لا تقبل الفراغ: إما ملاك أو زومبي"، ناقش فيه تأثير اللغة في الفكر والثقافة. ثم تحدّث البروفيسور الدكتور حياتي ديفيلي من جامعة إسطنبول في عرض بعنوان "اللغة كحاملة للثقافة"، مشددًا على أنّ اللغة ليست وسيلة تواصل فقط، بل أداة لنقل الثقافة. واختُتمت الجلسة بكلمة من المستشار في وزارة التربية الوطنية الدكتور نجدت صوبا شي، بعنوان "فقدان اللغة"، تناول فيها التهديدات المعاصرة التي تواجه اللغات، ووضع اللغة التركية ضمن هذا السياق.
في الجلسة الثانية، نوقشت "تأثير اللغات الغربية على اللغة التركية"، برئاسة الشاعر والمربّي يوسف شاهين. تحدّث أولًا البروفيسور الدكتور بايرام باش من جامعة يلدز التقنية حول "تأثير التعليم باللغة الأجنبية على اللغة والثقافة"، مشيرًا إلى المخاطر المحتملة لفقدان التركية مكانتها كلغة تعليم. ثم قدّم رئيس جامعة ترك-ألمانية، البروفيسور الدكتور جمال يلديز، عرضًا بعنوان "العلاقة بين اللغة والهوية والثقافة في الخارج منذ العهد العثماني حتى اليوم". وتحدّث الدكتور متين بوشناك من جامعة İZÜ حول "الإرث الثقافي ودور اللغة الأجنبية في نقله".
الجلسة الثالثة جاءت بعنوان "العالم الجغرافي للغة التركية"، حيث ناقش المتحدثون انتشار اللغة التركية عالميًا. أدار الجلسة البروفيسور الدكتور بايرام علي كايا من جامعة İZÜ. قدّم محمد فاتح بيهليفان من وقف المعارف التركي عرضًا بعنوان "اللغة التركية في إفريقيا"، موضحًا تأثير التركية هناك. وقدّمت البروفيسورة الدكتورة فاطمة أجيكغوز من جامعة غازي عرضًا حول "اللغة التركية في روسيا والجمهوريات التركية". ثم تحدّث الصحفي والكاتب سليمان غوندوز عن "اللغة التركية في البلقان وأوروبا". وفي ختام الجلسة، قدّم رئيس جامعة بالق أسير، البروفيسور الدكتور يوجَل أوغورلو، عرضًا بعنوان "نفوذ اللغة التركية وإمكانات توحيدها".
في الجلسة الرابعة التي كانت بعنوان "اللغة التركية المحكية"، ترأس الجلسة الدكتور المشارك عثمان أوزدمير من جامعة İZÜ. تحدّث البروفيسور الدكتور أحمد يوروك من جامعة إسطنبول، بتقاعد، في عرض بعنوان "الفيتامينات للغة التركية"، مقدّمًا توصيات لاستخدام لغوي ثري ومتنوع. ثم تناولت الكاتبة فيزا هيبجيلينغيرلر "الوضع الحالي للغة التركية"، مسلطةً الضوء على القضايا اللغوية المعاصرة. كما ناقش المذيع والمقدّم مراد أطيل تأثير لغة وسائل الإعلام على المجتمع في عرض بعنوان "وسائل الإعلام واللغة". واختُتمت الجلسة بكلمة من الخبيرة في الإلقاء والتعليمية ريحان جينار حول "أهمية التحدث الصحيح والجميل والمؤثر".
وفي ختام الورشة، ألقى الدكتور المشارك نجدت أوزمن من جامعة İZÜ كلمة بعنوان "حول إثراء إمكانات التعبير في اللغة التركية". واختتم الدكتور المشارك إبراهيم أوزن من الجامعة البرنامج بعرض تقييمي لخلاصات الأفكار والمناقشات التي طُرحت خلال اليوم.